الأحد، 27 أبريل 2014

العلاج السلوكي

إن العلاج السلوكي  ليس سحرا يزيل الاضطراب عن الشخص المصاب بل هو برنامج يساعد الشخص على خفض أو إزالة السلوك غير الملائم و زيادة احتمال عدد مرات ظهور السلوك الملائم. فالدواء يساعد على تهيئة الحالة الجسمية و الذهنية و الانفعالية للمصاب لفترة زمنية محددة قد تستمر من 3-12 ساعة حسب نوعية الدواء الذي يتعاطاه المصاب، فهو يساعد على التفاعل الإيجابي مع المواقف الاجتماعية  أو الواجبات المدرسية المختلفة ، بما يكفل له الزيادة في معدل خبرات النجاح و الانخفاض في معدل خبرات الفشل بم يساعد على تحسين مفهوم الذات و زيادة الثقة بالنفس.
العلاج السلوكي
أولا: بناء علاقة إيجابية
الخطوة الأولى في العلاج السلوكي هي تفعيل المشاعر الإيجابية بين الطفل وأبوية ومن الطرق المساعدة للوصول لذلك تخصيص وقت يومي للطفل (30 دقيقة مثلا) يختار الطفل خلالها النشاط ويركز فيها الأبوين على قضاء وقت جيد مع الطفل . خلال ذلك الوقت يجب تجنب إعطاء أوامر أو توجيه أسئلة ولكن عوضاً عن ذلك جعل الطفل يشعر أن مايفعله مثير للإهتمام كقولك عند بنائه برج من المكعبات “هذا البرج أصبح طويلا جداً”.
الهدف من ذلك الوقت هو بناء المشاعر الإيجابية وجعله مهتما بإسعاد والديه وعندئذ سوف يفاجأ الوالدين حين يقوم الطفل بأداء واجباته المنزلية . لذا يجب جعل هذا الوقت روتيناً يومياً لإنه يؤدي إلى فوائد أساسية في العلاقة بين الطفل ووالديه.
ثانيا: استخدام رد الفعل الإيجابي
البؤرة الثانية من العلاج السلوكي وهي إشعار الطفل بالتبعات الإيجابية إذا قام بالتصرف بالطريقة المثلى, وذلك من خلال بإعطائه محفزات وجوائز عندما يقوم بالسلوك الجيد في محاولة لزيادة تكرار حدوث هذه الأفعال (مثل وضع ملصقات على جدول الأعمال) . أقل ما تستطيعي تقديمه هو أن تلاحظي ما يقوم طفلك به و أن تشجعيه على الأعمال الجيدة التي يقوم بها  بتعليقك بعبارات لطيفة على أفعاله كقولك له “أنت تقوم بعمل جيد وأنا فخورة بك” , تذكري أن تكافئي طفلك على سلوكه الجيد و ضعي قائمة بالأفكار التي تريدين من طفلك أن يتبناها .
قد تتوقعي أن هذه الطريقة بسيطة وغيرمفيدة لكنها طريقة فعالة جدا, و غالباً ما ننصح ذوي الأطفال المصابين بافتا أن يبذلوا مجهوداً لملاحظة أي سلوك جيد يصدر عن الطفل يومياً ولو لمدة قصيرة لا تتجاوز الخمس دقائق و من خلال هذه الطريقة سيعرف الطفل أن لكل تصرف عواقبه سواء كان تصرفاً مقبولا أو غير مقبول وبذلك سيكرر الأفعال الجيدة ويتجنب السلوكيات السيئة.
بالإضافة إلى هذه الطريقة فإن العلاج السلوكي أيضا يمد الطفل بمحفزات مادية و مردودات محسوسة عند اتخاده لسلوك حسن . يمكنك تجربة طريقة معينة كأن يأخذ الطفل نقطة عن كل سلوك جيد و إزالة نقطة عن كل سلوك غير مناسب و عند الوصول لعدد معين يحصل الطفل على هدية معينة ( الخروج لمكان محبب للطفل –  كمبيوتر )
إن القيام بخطة علاج سلوكي ليس عملا سهلا و قد يستدعي تدخلا من مختص ليؤتي ثماره المطلوبه. وبالرغم من أن أي خطة سلوكية تختلف من طفل لآخر ومن والدين لغيرهم ولكن هناك قواعد عامة من المهم أن نضعها في عين الاعتبار :
  1. عند تحديد السلوك الجيد والذي يحصل الطفل من خلاله على الجائزة , يجب ان يكون هذا التصرف واضحا وان يكون الطفل قادرا على فهمه .
  2. كوني منطقية في تحديد السلوكيات التي تريدين من طفلك أن يفعلها على أن تكون مناسبة لعمره ولا تضعي توقعات عالية قد تحبطك أنت وطفلك معا.
  3. لا تحاولي تغيير أكثر من سلوك في وقت واحد.
  4. دعي طفلك يشارك في اختيار الجوائز والمزايا التي سيفوز بها.
  5. ضعي برنامجا يعطي المجال للطفل أن يحصد نتائج ثمرةعمله بسرعة.
  6. تذكري الاستمرارية والثبات في تنفيذ البرنامج.
  7. تأكدي من أنك تعطي الكثير من الجوائز الاجتماعية والتعزيز الإيجابي بالإضافة إلى الجوائز والمزايا المادية.


ثالثا:استخدام العواقب السلبية لتقليل من السلوكيات السيئة
بالإضافة لاستخدام مبدأ السلوك الإيجابي ( الثواب ) لتشجيع السلوكيات الجيدة فإن العلاج السلوكي أيضا يحتاج لتطبيق مبدأ ( العقاب ) للتقليل من حدوث السلوكيات الغير المرغوبة. حين يكون لأي سلوك سلبي عواقبه الوخيمة في كل مرة فذلك يؤدي إلى الحد من تكرار هذا السلوك أو شدته في المستقبل.

طريقة تطبيق مبدأ العقاب الفعالة : 
  • يجب أن يفهم الطفل جيدا ماهو السلوك الغير مرغوب فيه بالتحديد.
  • يجب أن يتعلم طفلك أن لا يتفق معك ولكن بطريقة مقبولة وأن يعبروا عن عدم رضاهم.
  • أن تراجعي مع طفلك الجوائز التي سيحصل عليها إذا لم يكرر هذا السلوك.
  • أن تراجعي مع طفلك أنه إذا التزم بالسلوك الإيجابي سيفوز بجوائز حسية كوقت للعب الكمبيوتر أو مشاهدة التلفاز عن طريق تجميع نقاط عن كل مره لا يقوم فيها بالسلوك السئ , وعبر ترتيب الأمور بهذا الشكل سيفهم الطفل ويتأكد بأن السلوكيات الجيدة فقط هي التي تؤدي إلى الأشياء المحببة إلى نفسه.
  • هام:  حاولي بجديه ألا تبالغي في رد الفعل السلبي حيث أن الأطفال يخبوا حماسهم نحو هذه الخطة إذا أسئ استخدام العقاب.
  • رابعا: أن يكون عندك خطة لعب
    إنه لمن الرائع لو انتفى السلوك السلبي عن طريق تطبيق مبدأ العقاب من أول مرة ولكن عادة لا يكون هذا هو الحال.
    فمثلا لو اخترتي عقابا لطفلك بأن تحرميه من مشاهدة التلفاز وقام طفلك بتجاهلك تماما وقال لكي أنه لا يهتم بتاتا بذلك وأنه لم يتأثر و استمر في انتهاجهه لذات السلوك السيئ بالطبع ستكونين في موقف صعب و لن يكون أمامكي إلا الاستمرار بمعاقبته بطرق أخرى لتؤكدي له جديتك كحرمانه من الخروج لمدة أسبوعين أو إلغائك لحفلة عيد ميلاده. ولكن لتتجنبي كل ذلك يجب عليكي أن تخططي مسبقا لخطة عقاب تدريجية و تطبيقها عند تمسك طفلك بالسلوك السيئ . فيمكنك على سبيل المثال البدء في استقطاع  5 دقائق من وقت مشاهدة طفلك للتلفاز و إذا استمر تجعليها 10 دقائق ثم تقومي بعد ذلك بإلغاء مشاهدة التلفاز تماما ومن بعدها الانتقال إلى شئ آخر كالذهاب للنوم مبكرا أو إلغاء الخروج لمناسبة ما .
    من المهم أن يكون العقاب تدريجيا وعلى مراحل وأن تكوني هادئة و تذكريه بالسلوك الايجابي , ومن الأفضل ألا ينتقل العقاب التدريجي لليوم الجديد حيث يفضل أن يكون اليوم التالي هو بداية جديدة. وعلى ذلك سيتعلم الطفل أن استمرارية العناد مصحوبة بعقاب يزداد تدريجيا.
  • خامسا: لا تعلمي طفلك العناد
    هي الطريقة التي يمكن أن تتراجعي فيها وتكون مصحوبة بعدم استجابة الطفل واستمرار السلوك الغير المناسب.
    فمثلا إذا طلبت من الطفل جمع الألعاب وتجاهلك وأعدت طلبك وتجاهلك ثانية فإنك ستغضبين وسيغضب الطفل في المقابل ويدخل في نوبة هياج وستصلان معا إلى مرحلة من الغضب والعصبية التي يصعب السيطرة عليها أوتلجئي للخيار الآخر لمنع الأمور من الانفجار بإن تقومي بجمع اللعب بنفسك . هنا يتعلم الطفل أن بتصميمه وعناده سوف يجد طريقة ويحصل على مايريد , ولكن تعلمي أنه عندما تطلبين شيئا صممي لتنفيذه واتبعي العقاب التدريجي السابق الذكر فطفلك يحتاج أن يشعر أنها أمور جدية ولا مجال للنقاش فيها وأن العناد لا يجدي نفعا مطلقا. هذه الطريقة أثبتت فعاليتها مع الأطفال بشكل ملحوظ حيث إن خليط من بناء علاقة إيجابية مع طريقة الثواب والعقاب سوف يدعم السلوكيات الجيدة ولكن السؤال هل هذه الطريقة ناجحة أيضا مع أطفال افتا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق