اضطراب فرط الحركة و تشتت الانتباه لا يترتب عن نظام غذائي ضعيف، و أعراضه لا يمكن تجاوزها عن طريق المكملات الغذائية والفيتامينات.
و قبل أن أزعح أحد منكم، اسمحو لي أن أقوم بالتوضيح. عن طريق هذه العبارة الصريحة، أنا أعزز التفرقة بين كل من اضطراب فرط الحركة و تشتت الانتباه و أعراض ما هو شبيه بهذا الاضطراب، و بينما لا يتأثر الأول بالغذاء، الآخر أكثر عرضة لأن يتأثر بالغذاء.
اسمحوا لي أن أشرح ما أعنيه عن طريق مثال على ذلك، كشخص بالغ يعاني من الاضطراب، أواجه صعوبة كبيرة في المحافظة على التركيز على عملي، لا سيما إذا كان مهمة تمتاز بحس خاص من البغضاء. يمكن أن يكون العمل على المهمة صراعًا ضخمًا في البداية، و الاستمرار في المهمة دون التشتت – إما عن طريق التأثيرات الخارجية أو عن طريق التخبط في ساحة فرط التركيز على التفاصيل الضئيلة نسبيًا – و يمكن أن يستغرق الاختيار الآخِر ٥٠٪ من الوقت الكلي.
أنا أعرف من التجربة الشخصية أن هناك طُرقًا عديدة للتنبؤ بنسبة التركيز التي سأنجح في تحقيقها على مدار الأيام القليلة القادمة بالنسبة إلي (أو ألى أي شخص). هل قد تم تناول وجبات صحية منتظمة؟ قد تم تناول الفيتامينات؟ قد تم الشرب الكافي للسوائل؟ هل مارست الرياضة على الإطلاق؟ هل كنت أنام على نحو سليم و بشكل كافي؟ هل مررت بأي من الحوادث المؤسفة؟ هل أعاني من برد؟ صداع؟ ألم أو عدم الراحة الجسدية من أي نوع؟ هل أشعر بالإرهاق بسبب تراكم العديد من المواعيد النهائية و مواعيد التسليم التي تلوح في الأفق القريب؟
لمصلحة الجدال، دعونا نقول أن المستوى المثالي للتركيز هو ١٠٠٪. في أسبوع سيئ بشكل خاص، قد أكون تعثرت، و بشكلٍ أعمى، إلى معدل ٥٪ فقط.
و دونًا عن ادعاء أي دقة علمية، دعونا نقول أيضا أن قدرتي على تنظيم تركيزي على نحو فعال بسبب الاضطراب الذي أعاني منه يخصم ٥٠٪ من مستوى التركيز “الطبيعي”. إذا تم اعتبار العوامل التي تتمثل في النوم بشكل سيء، عدم آداء الرياضة، ضغوطات عصبية، تُقلل نسبة التركيز ٣٥٪ أخرى. الشعور بالمرض يقرع قبالة ١٠٪ أخرى، وعدم وجود الحس المحفز يلقي ب٥٪ أخرى. الآن، في هذه الحالة الافتراضية، تناوبني حالة الذهول والخلط، أفقد أي أمل في تحقيق أي شيء مع مجرد ٥٪ من المستوى المثالي المطلوب للتركيز.
في أحد الحالات، يمكن لتناولي لأدوية الاضطراب، قد ترفع معدل التركيز الخاص بي من ٥٪ إلى حد يصل ٥٥٪، مما يشكل تقدمًا جذري و فوري.
وعلى الطرف الآخر، إذا قررت فقط لاستخدام ما يسمى بالعلاجات البديلة ومحاولة إدارة مستويات انتباهي باتباع نظام غذائي متوازن دقيق وتناول المكملات الغذائية المناسبة، قد يزيد من مستوى انتباهي من ٥٪ إلى ٤٠٪ – مرة أخرى، معدل تحسن مبهر، كما انطبق عن الحالة السابقة.
ام شخص غير مصاب بالاضطراب، و لديه خيارات حياتية غير مثالية، قد يكون أيضا لديه ٦٥٪ فقط من إجمالي القدرة على التركيز. ومن هنا جاء التصريح المسموع بشكل واسع، “الجميع لديه قليلا من اضطراب ففرط الحركة و تشتت الانتباه “. ولكن الشخص الذي لا يعاني من الاضطراب، يمكنه أن يلجأ إلى ما تمليه نظريات الخيارات النمطية التي تؤدي إلى أسلوب حياة صحي، للذهاب من ٦٥٪ الى ١٠٠٪، و هذا لا ينطبق على المصاب بالاضطراب.
والنقطة المهمة هنا هي أن اضطراب و فرط الحركة و تشتت الانتباه هو اضطراب عصبي بيولوجي، تنسب غالبًا إلى أسباب جينية، لذا هذه”العلاجات البديلة” ربما تحسن المستوى العام الخاص من التركيز، أو تقلل مستواك من فرط النشاط أو الاندفاع، ولكن على مستوى”يوم ال٥٪ من التركيز ” هذه العوامل تعجز عن التأثير على ٦٠٪ الافتراضية، و تؤثر فقط على ال٤٥٪ الأخرى. فقدان ٦٠٪ من تنظيم الانتباه هو أحد أعراض الاضطراب، ويمكن وصف ال٤٥٪ كأعراض شبيهة بالاضطراب – وبعبارة أخرى، أعراض تتشابه مع أعراض الاضطراب، و لكنها ناتجة عن أسباب مختلفة كليًا.
عندما يشخص الطبيب حالة من الاضطراب، واحدة من الوسائل التي يطبقونها، هي استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى ممايشابه الاضطراب و أعراضها. إذا كان شخص ما يمكنه أن يزيد أعراضهم إلى النسبة الافتراضية و هي ١٠٠٪ فقط من خلال النظام الغذائي وممارسة الرياضة، فهو غير مصاب بالاضطراب. بالطبع هذه النسبة هي ذاتية للغاية، وهذه إحدى الأسباب التي تتطلب ذوي الخبرة المهنية للوصول إلى التشخيص النهائي.و هذا لا يشمل الاضطرابات الطبية والنفسية الأخرى التي تحاكي أيضا بعض أعراض الاضطراب، و التي سيتم استبعادها بالشكل ذاته.
في الختام، أود أن أشجع اتباع نهج متوازن لإدارة كافة المستويات الخاصة بأعراض الاضطراب، من خلال الأدوية – إذا كان ذلك مناسبًا – بالإضافة إلى التأكد من أن نظام إدارة الاضطراب يأخذ في الاعتبار الأثر الذي تخلفه اختياراتك الاخرى في نمط الحياة، و التي قد يكون لها تأثير فيما يتعلق بشدة تراكم الأعراض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق